إن الإبداع هو عبارة عن سلوك وروتين وعادة منظمة، فالمبدعون دائمًا يعبرون عن إبداعهم بالسلوك،
وهو ما نبرزه في السطور التالية، ونقدم أهم النصائح التي يجب اتباعها للتركيز فيما يبدعه الفرد في بيئة العمل.
الموسيقى
في أغلب الأحيان، قد يُسيطر على بعض الأشخاص الشعور بالملل نتيجة للتزاحم الشديد
الذي يشهده مقر العمل من اجتماعات وتكدس موظفين وغيره من الأمور الأخرى،
وقد يتسبب هذا الشعور في عدم التركيز؛ ومن ثم لن يكون الفرد قادرًا على الإبداع وإنجاز المهام،
وتُعتبر الموسيقى الكلاسيكية اللائقة إحدى الأدوات التي تُشعر الإنسان بالارتياح، وهو ما يُمكن أن يُساعده في الوصول للتوافق النفسي والعمل بإبداع أكثر.
وفي هذا الصدد، تقول تيريزا ليزيوك؛ الأستاذة المساعدة في التعليم الموسيقي والعلاج بالموسيقى
في جامعة ميامي، إن العلاقة بين الاستماع إلى الموسيقى التي نحبها خلال العمل وتحسن المزاج،
تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة القدرة على إنجاز المهام المطلوبة، وتبين أنه عندما نكون في حالة مزاجية جيدة،
نفكر في حلول وخيارات متعددة، وتتحسن قدرتنا على حل المشكلات والتفكير الإبداعي.
قد يظن البعض أن دور الموسيقى يقتصر على تحسين الإنتاجية فقط، ولكنها في حقيقة الأمر قد تجعلنا أكثر قدرة على الإبداع في العمل.
القراءة والاطلاع الدائم
تحتاج عملية توليد الأفكار والإبداع إلى مواكبة المفاهيم الجديدة والمتطورة؛ لذا لا بد من
مواصلة التعلم وقراءة المفاهيم الحديثة والبحث الدائم عن المعلومة، فحصيلة المعلومات والمفاهيم، تساعدك قطعًا في توليد الأفكار والقدرة على الإبداع في نطاق عملك.
بطبيعة الحال، يمكن لأي فرد التعلم من خلال القراءة ومشاهدة الفيديوهات التي تحتوي على مفاهيم جديدة و
متطورة في سوق العمل.التعرف على وجهات النظر إن التعرف على وجهات النظر أمر ضروري،
فدائمًا يحتاج رائد الأعمال إلى التنوُّع لكي يكون قادرًا على الابتكار؛ إذ يشجعه التنوُّع على البحث عن معلومات ووجهات نظر جديدة، الأمر الذي يساعد في حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة.
لذلك، ينبغي على الفرد أن يكون حريصًا على تجميع أكبر قدر ممكن من المعرفة ووجهات النظر،
فالابتكار والإبداع، بعد كل شيء، يكمن في الجمع بين المعرفة بطرق جديدة وفريدة من نوعها،
وهو الأمر الذي يُسهم في عملية التركيز ومن ثم يتحقق الإبداع.
اجعل الإبداع روتينًا يوميًا يُمثل الإبداع العمود الفقري للشركات والمؤسسات، فبدونه لا يتحقق النجاح؛
لذا ينبغي على رواد الأعمال أن يجعلوا الإبداع جزءًا من الروتين اليومي،
ويمكن لأي شخص التغلب على التشتيت الذهني بالتأمل في المستقبل الأفضل.
والعوامل التي يُمكن من خلالها قتل التشتيت الذهني، هي: “المشي، ممارسة الرياضة،
الاستماع إلى الموسيقى، والتفكير في أفكار جديدة خلال هذا الوقت”، فاجعل طريقك إلى الإبداع دليلك للتركيز والنجاح في العمل.
تحديد الهدف
من نافلة القول، إن عدم التخطيط أو تحديد الهدف من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الفشل،
ولكي تتجنب الفشل في العمل لابد أن تحدد أهدافك، فلا شك في أن فاقد الهدف يفقد الإرداة، ومن يفقد الإرادة لا يملك خطة في الحياة،
وقد تحتاج عملية تحديد الأهداف إلى العديد من الأدوات، لعل أبرزها الحرية في التفكير،
وربما لا يتحقق ذلك إلا من خلال الابتعاد عن الأعراف والتفكير خارج الصندوق،
وهو ما يسمح في نهاية المطاف بتركيز أكبر في مجال العمل، وتدفق للأفكار الإبداعية بشكل طبيعي.
التعاون الجماعي
ربما نتفق جميعًا على أن العمل الجماعي من أهم أدوات تحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال،
وكما يردد البعض منا «اليد الواحدة لا تصفّق كما أنّ اليد الواحدة لا تنجز»، فالأهداف دائمًا تحتاج إلى تكاتف وتضافر الجهود.
إذن، فعليك أن تُحدث توازنًا بين التأمل الانفرادي والتفكير الجماعي؛
لإتاحة مجالات لمشاركة الأفكار مع زملائك في نطاق العمل والمحيطين بك؛ للوصول إلى أفضل الأفكار الخاصة بالعمل.