حان، إذًا، وقت فحص الأساطير؛ فالجميع يدعوك إلى ريادة الأعمال
لكن هل هي حقيقة تنطوي على كل هذا القدر من المميزات؟ وهل في الوظيفة أمان حقًا؟
إن هدفنا في هذا المقال هو جلاء الحقائق، ووضع الأمور برمتها أمام ناظريك كما هي في الواقع؛
كيما تتمكن، أنت نفسك، من اختيار وجهتك، فإما أن تكون أحد رواد الأعمال أو واحد من الموظفين في أي شركة من الشركات.
عدد ساعات العمل
هذا هو أول المقاييس التي تمكننا من الاختيار بين ريادة الأعمال أو الوظيفة، إذا كنت موظفًا فإنك في الغالب تعمل لمدة 8 ساعات في اليوم، ثم تعود أدراجك إلى المنزل وقد خلّفت وراء ظهرك كل شيء في العمل، صرت غير مسؤول عن أي شيء حتى اليوم التالي.
أما إذا كنت رائد الأعمال فغالبًا ما تكون مضطرًا، لا سيما إذا كان المشروع في بداياته، إلى العمل من 60 إلى 80 ساعة في الأسبوع الواحد، لكن، وعلى الناحية المقابلة، ستقل عدد ساعات العمل جدًا عندما يأخذ المشروع مساره الصحيح.
معادلة العمل/ الحياة الشخصية
يبدو أن الموظفين هم الرابحون في هذه المعادلة؛ إذ بإمكانهم الذهاب إلى عائلاتهم بعد انتهاء يوم العمل،
أما رواد الأعمال فهم يعملون طوال الوقت ومن أي مكان وفي أي مكان، بيد أن الواقع،
ليس كذلك، فرواد الأعمال الناجحون سيعملون لساعات أقل ويحصلون على دخل أكثر بكثير مما يحصل عليه الموظفون،
لكن بشرط أن يعبروا قناة النار، أي أن تتجاوز مشاريعهم المراحل الأولى، ويُكتب لها النجاح.
ضغوط العمل
كموظف سيكون مستوى الضغط لديك دائمًا منخفضًا جدًا؛ تذهب إلى العمل، وتعرف ما هو متوقع منك،
ثم تبدأ ساعات عملك، وتنهي المطلوب منك، وأخيرًا تعود إلى المنزل، ولا شيء في رأسك من العمل وهمومه.
ولن تكون قلقًا كذلك على مصادر راتبك في آخر الشهر، فستحصل عليه مهما كانت الظروف،
ناهيك عن أن لن تكون مهتمًا بمن يدير العمليات اليومية في الشركة ولا مدى نجاح الموظفين في تحقيق أهداف الشركة.. إلخ، كل ذلك خارج عن نطاق اهتمامك تمامًا.
هذه الأمور التي تخرج عن نطاق اهتمامك هي بؤرة اهتمام رائد الأعمال أو صاحب الشركة التي تعمل أنت فيها،
ما يعني أن يعاني من ضغوط لا حصر لها، وهنا يمكن القول إن الموظف أقل ضغطًا بكثير من رائد الأعمال.
المال
هل يمكن الحديث عن ريادة الأعمال أم الوظيفة ونضع عدة مؤشرات تمكننا من معرفة الطريق الصحيح
ثم نغفل المال؟ بالطبع هذا غير ممكن، طالما أن المال هو الدافع لنا جمعيًا.
كموظف سيكون لديك دائمًا وإلى الأبد دخل محدود؛ فأنت تعمل لساعات محددة،
وفي المقابل تحصل على راتب محدد. بالتأكيد، يمكنك الصعود إلى أعلى السلسلة في العمل ولكن في النهاية سيتم تقييد دخلك أيضًا.
أما كونك رائد أعمال فلا أحد سيكسب لك المال، فأنت من تفعل ذلك بنفسك،
ومقدار المال الذي تحصل عليه هو مقدار النمو الذي يحققه مشروعك، ما يعني أن مقدار المال
الذي يمكنك الحصول عليه لا حدود له سوى السماء، وهنا تربح ريادة الأعمال على حساب الوظيفة.
أيهما أفضل؟
والآن أيهما أفضل ريادة الأعمال أم الوظيفة الروتينية؟ هذا ما لا دخل لنا به، ولا يمكن لأحد أن يخبرك به؛
فالأمر مرهون بأهدافك الشخصية وطموحاتك، فهذا هو العامل الوحيد الذي يقودك إلى أحد هذين الخيارين.
لكن المهم أن تدرك أن لكل خيار تبعاته، إيجابياته وسلبياته، فليست الأمور على درجة واحدة من الحُسن أو السوء، وهذا أقصى حد من الموضوعية يمكننا الالتزام به.