عندما تدخل مجتمعًا جديدًا، أو مرحلة جديدة، أو منظمة عمل جديدة، وسواء كنت قائدًا،
أو موظفًا، فإنَّ لك منطقةً خاصةً، وكذلك للآخرين، لا يستطيع أحد دخولها في أول الأمر،
فالكل سيتعامل معك بكل لطف، واحترام، وحذر، فما يجمعك معهم في بداية الأمر ما هو مشترك؛
كمهام العمل التي تقدمها أو تستلمها.
حتمًا ستبدأ في التعرف على الآخرين، فيبدأ بعضهم بملاحظتك،
فتجد من يتقرب منك إن كان ينظر إليك كمكسب محتمل؛ كأن تكون قائدهم، أو المشرف عليهم، أو تكون قريبًا من أصحاب الشأن.
إن كنت ممن يتمتعون بامتيازات؛ كالمنصب الوظيفي، فسوف تلاحظ سعي مَنْ حولك
– بمرور الوقت- دخول منطقتك الخاصة، من دون أن تشعر، أو لعلك تدعهم يدخلون وأنت لا تعلم بحسن نية.
إنَّ سماحك للآخرين بالدخول المفرط في منطقتك الخاصة، سيسقط كثيرًا من الاعتبارات،
وقد يسقط بعض الاحترام الذي لا ترغب فيه تحت مظلة رفع الكُلفة (الميانة)، وستتحول علاقتك معهم إلى أصدقاء استراحة، بدلًا من زملاء عمل!
لا تحاول أن تفعل ذلك، أو تبين لهم أنك منبطح لهم؛ حتى لا ينظروا إليك كالمتملق المتسلق، فيهزؤوا بك؛ فتكون كبش فداء بالسخرية في أحاديثهم.
قد تقرأ في القيادة المثالية- التي لم توجد بعد- أن نزولك من برجك العاجي،
وفتح منطقتك الخاصة يعني كسبهم وتقربهم منك كعائلة واحدة،
لكنك ستكتشف لاحقًا أنك سقطت من برجك العاجي، ولن تستطيع الصعود إليه مرة أخرى؛ إذ سيُنظر إليك؛ كفرد من فريق العمل، الذي لا يمكنه القيادة، أو كفرد من القطيع الذي يجب التصفيق عليه.
حافظ على منطقتك الخاصة قدر الإمكان، وتصرَّف كملِك؛ حتى تُعامل كملِك.