شركة ابل تعلن عن هاتفها الجديد (iPhone SE)،
الذي قد يكون الهاتف الأكثر جاذبية في تشكيلة الشركة بالنسبة لمجموعة واسعة من المستخدمين، ومع ذلك، فإن الهاتف أكبر قليلاً من النموذج السابق،
وكان المستهلكون يأملون في الحصول على شاشة بقياس 4 إنشات أو أكبر قليلاً،
لكن بحجم (iPhone SE) الأصلي نفسه.
ولا تعد شركة آبل الوحيدة التي تتخلى عن الهواتف الصغيرة، إذ ليس هناك الكثير من هواتف أندرويد الصغيرة أيضًا،
وهناك أسباب لهذا الاتجاه قد تكون منطقية لكل من شركة التكنولوجيا والمستهلك،
لكن هناك أيضًا أسباب لعدم تخلي آبل عن فئة من المستهلكين الذين لا يزالون يريدون هواتف صغيرة.
لماذا لم يعد هناك العديد من الهواتف الصغيرة:
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الكثير من الشركات تتوقف عن تصنيع الهواتف الذكية الصغيرة في هذه المرحلة والتوجه إلى صناعة الهواتف الأكبر حجمًا،
ومن ضمنها العائدات الكبيرة التي تحققها الهواتف الأكبر حجمًا،
وتركيز آبل على المحتوى والخدمات؛ مما يتطلب شاشات أكبر، والميزات الحديثة لا تتناسب مع الهواتف الأصغر حجمًا.
الهواتف الأكبر تعني عائدات أكبر:
يعكس ارتفاع أسعار الهواتف الذكية حقيقة أن بعض المستهلكين على استعداد لدفع مبالغ أكبر مما كانوا يدفعون سابقًا،
بعد أن أصبحت الهواتف الذكية مركزية في العديد من جوانب الحياة، كما يعكس الارتفاع حقيقة أن آبل بحاجة إلى إرضاء المستثمرين،
وفي حال لم تتمكن من تحقيق ذلك عن طريق بيع المزيد من الهواتف، فيمكنها ذلك عن طريق بيع عدد أقل من الهواتف بسعر أعلى لكل هاتف.
وتشهد الشركة المصنعة لهواتف آيفون تباطؤًا في نمو مبيعات الهواتف الذكية،
وذلك بالنظر إلى أن السوق أصبحت مشبعة، كما أن المستهلكين يبتعدون عن تحديث هواتفهم لأسباب مختلفة أيضًا،
مما يجعل عائدات مبيعات الهواتف الذكية المنخفضة التكلفة أكثر سلبية مما كانت عليه في الماضي.
وتحتاج آبل إلى بيع هواتف مرتفعة الثمن أكثر من ذي قبل لتعويض تراجع مبيعاتها بشكل عام، ومن المنطقي أن تُباع الهواتف الصغيرة بسعر أقل؛
لأنها تحتوي على مواد ومكونات أقل تكلفة، وفي حال لم تتمكن الشركة من بيع الهواتف الصغيرة بهامش ضخم فسيتمكن المنافس من كسر هذا السعر بهاتف مماثل.
الميزات الحديثة لا تتناسب مع الأجهزة الصغيرة:
أضافت آبل بمرور الوقت المزيد من الميزات والمكونات إلى الهواتف الذكية،
بحيث تتطلب هذه الميزات مساحة أكبر داخل الهاتف، ويصادف أن معظم الأولويات لمشتري الهواتف الذكية هي عمر البطارية والكاميرات،
مما يتعارض مع الهواتف الصغيرة لأسباب تقنية وتصميمية.
وتشكل تقنية بطارية ليثيوم أيون المتقادمة عبئًا على الهاتف الذكي الحديث، ويتم تخصيص نسبة كبيرة من الجزء الداخلي للهواتف الذكية الحديثة للبطاريات،
وكلما كبر حجم الهاتف زادت سعة البطارية، والبطاريات الأكبر تعني عمر بطارية أطول.
كما أن كاميرات الهواتف الذكية مطلوبة اليوم بشكل كبير، وهناك سبب وراء اعتماد آبل بشكل كبير على التصوير الفوتوغرافي الحسابي من أجل تحسين الصور الملتقطة،
إذ إن قيود المساحة تجعل من الصعب تحسين هذه الكاميرات أكثر، وخاصةً عندما تتطلب الميزات الجديدة عدسات إضافية.
وتُجري آبل العديد من الأبحاث السوقية وتعدل منتجاتها وفقًا لذلك، ويبدو أن نتائج الأبحاث تشير إلى أن الغالبية العظمى من المستهلكين يريدون هواتف كبيرة بسبب الحاجة لشاشات كبيرة وعمر أطول للبطارية،
لكن لا يزال هناك جمهور يريد الهواتف الصغيرة، ولا يجب على آبل التخلي عن الهواتف الصغيرة، مثل (iPhone SE) الأصلي.