الكثير من رواد الأعمال يسمع بأنه مهم جداً أن تكون لدى شركته الناشئة بيئة عمل وثقافة عمل ممتازة،
وهناك كتب ومحاضرات كثيرة تشدد على أهمية بناء ثقافة عمل قوية.
ولعل أكبر تحدي يجعل فهم مبدئ ثقافة العمل صعب هو أنه في الغالب غير ملموس ولا يمكن إدراكه ووصفه بسهولة،
لهذا يتم الخلط بينه وبين مميزات العمل وشكل مكان العمل لأن هذه الأمور أوضح ويمكن إدراكها بالحواس
ويمكن تنفيذها بسهولة من أول أيام في تأسيس الشركة. وإليكم توضيح يفرق بين هذه المفاهيم:
– ديكور المكتب (Office Decoration):
أعتقد أن ديكور المكتب هو الأوضح والأبسط، وهنا يركز الكثير على استخدام المساحات المفتوحة لتسهيل التواصل بين الموظفين، وتستخدم الأشجار الطبيعية أو الصناعية في المكتب، ويتم شراء أثاث حديث وكراسي غريبة الأشكال وبين باجز كما يتم دهن حوائط المكتب بألوان مختلفة في الغالب فاتحة ومبهجة ويتم استخدام إضاءات جميلة وغير ذلك من العلامات المميزة التي تجعل المكتب مكان مريح يساعد الموظفين على الإنتاجية. وكل هذه الخطوات جيدة جداً ومهمة جداً، لكن القيام بها لا يعني أنك قد بنيت ثقافة عمل لشركتك.
– مميزات العمل في الشركة (Company Perks):
في ظل تنافس الشركات على الكوادر وفي ظل رغبة الشركات في توفير أفضل الخدمات لفريق العمل، تقدم الكثير من الشركات الناشئة مميزات مثل: الإجازات المفتوحة، العصائر والوجبات المجانية في المكتب، ساعات العمل المرنة، المكافئات السنوية، الرحلات الترفيهية السنوية لفريق العمل، وتصل بعض الشركات الكبيرة في أمريكا إلى حد توفير جلسات المساج المجانية للموظفين وغرف نوم داخل الشركة وخدمات غسل الملابس مجاناً للموظفين وغير ذلك. وكل هذه الخطوات جيدة جداً ومهمة جداً، لكن القيام بها لا يعني أنك قد بنتي ثقافة عمل لشركتك.
– ثقافة العمل (Company Culture):
هي المبادئ و القيم والأساليب التي يستخدمها فريق العمل في التعامل فيما بينهم بشكل رئيسي ومع الجهات الأخرى أيضاً. وعادة ما تتشكل هذه المبادئ بشكل تدريجي وضمني وهي في الواقع تكون انعكاس لمبادئ مؤسس أو مؤسسي الشركة بالإضافة إلى الجيل الأول من فريق العمل. للأسف، الكثير يتجاهل تأسيس وتوضيح وتنمية هذه المبادئ، ويركز على شكل المكتب وتقديم مميزات للموظفين وتوفير جو من السعادة في الشركة معتقداً بذلك أنه قد أسس ثقافة ممتازة في شركته، ولكنه في الحقيقة بعيد كل البعد عن ذلك.
وتكمن أهمية بناء ثقافة عمل قوية في الشركة، ليس فقط لاستقطاب الكوادر والحفاظ عليها،
وإنما لأن ثقافة العمل تعتبر الحمض النووي الذي يشكل النسيج الاجتماعي والإنتاجي للشركة،
ومع تطور ونمو الشركة تصبح ثقافة العمل هي النواة الحيوية التي ينبثق منها نمو الشركة، وهي العمود الذي ترتكز عليه مبادئ العمل في الشركة.