فكرة تدريس ريادة الأعمال لا تحظى بقبول جماعي ولا رفض جماعي،
وإنما لكل فريق (سواء المؤيد أو المعارض) حججه وأسبابه الخاصة،
ولسنا بطبيعة الحال في معرض الدخول في هذا الجدل، وإنما أردنا، في معرض تقديمنا لكتاب مبادئ ريادة الأعمال،
الإشارة إلى ذاك التجاذب والتنازع القائم حول تلك المسألة بين ذوي الخبرة والدراية في هذا المجال.
فن التبسيط
لكن وعلى الرغم من هذا، فإن لكتاب مبادئ ريادة الأعمال ميزة كبرى وهي تلك المتعلقة بالتبسيط؛
إذ عمل المؤلفان: الدكتور أحمد بن عبد الرحمن الشميمري والدكتورة وفاء بنت ناصر المبيريك على تقديم أفكارهما أو بالأحرى تلك الأفكار المتعلقة بريادة الأعمال
بطريقة مبسطة تخاطب القارئ غير المختص (الكتاب أصلًا موجه لغير المختصين)،
كما تم الاعتماد على العرض بالإيضاحات من خلال: الأمثلة، والصور المساندة؛
لإيضاح المفاهيم والخطوات اللازمة لكي يدخل المرء هذا المجال أو حتى على الأقل يدرك كيفية العمل فيه.
وهذه الطريقة ليست سهلة بحال من الأحوال؛ فالكثير من المفاهيم المتعلقة بريادة الأعمال غامضة ومعقدة؛
وإنما ينبع هذا التعقيد ليس من المصطلح ذاته، وإنما من تغيره وتطوره الدائم،
ومن كون كل تجربة حقيقية في عالم ريادة الأعمال عادة ما تطرح الكثير من الرؤى والتصورات الجديدة، أو تهدم رؤى وأفكارًا قديمة سالفة.
وعلى ذلك فإن الإمساك بتلابيب هذه المصطلحات بل تبسيطها وتقديمها للقارئ غير المختص قد لا يكون أمرًا سهلًا بأي حال من الأحوال. ليس هذا فقط، بل إن الكتاب وضع لنفسه هدفًا طموحًا كبيرًا وهو أن يكون أول كتاب منهجي في علم ريادة الأعمال باللغة العربية.
وإن كان صحيحًا أنه ليس الكتاب الوحيد _باللغة العربية_ الذي يتناول موضوع ريادة الأعمال ومصطلحاتها ومفاهيمها، وما إلى ذلك، لكنه، والحق يُقال، أحد أبرز هذه الكتب.
دليل إرشادي
أراد المؤلفان أن يكون هذا الكتاب دليلًا إرشاديًا لكل رواد الأعمال، أو، على الأقل، لكل من يفكر في الدخول إلى هذا المجال،
فتحدثا في الفصل عن مفاهيم ريادة الأعمال والعمل الحر، وسمات رائد الأعمال وتحديات ريادة الأعمال وفوائدها وما إلى ذلك؛
أي أنهما قررا البدء منذ البداية تمامًا، أو ربما يكون هذا الفصل فصلًا تمهيديًا لكل ما سيأتي بعده.
فالفصل الثاني، على سبيل المثال، يتحدث عن المشروع التجاري ذاته، ما تعريفه؟ وما خصائصه؟ وما عوامل نجاحه وفشله؟ بالإضافة إلى التطرق إلى ذاك الفرق بين المشروع الكبير والمشروع الصغير.
هنا نكون تقدمنا خطوة أخرى إلى الأمام، وصار الحديث أكثر عملية؛ فالفصل الأول نظريًا ومجردًا إلى حد بعيد.
من الفكرة للمشروع
الآن وقد امتلأت رأسك بالمفاهيم والأفكار والنظريات والمصطلحات وما إلى ذلك،
حان الوقت للتفكير في تصفية هذه الأفكار وتحويل النافع منها إلى فرص حقيقية، يمكن أن توفر حلولًا مستدامة ومربحة في ذات الوقت، وذاك هو جوهر ريادة الأعمال.
لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يقودك المؤلفان إلى التفكير في التمويل والتسويق وهما أمران لا غنى لرواد الاعمال عنهما؛ فكونك تعمل في هذا المجال يعني أنك
أولًا، بحاجة إلى من يمول لك مشروعك، وثانيًا، بحاجة إلى تسويق هذا المنتج الذي طرحته لتوك في السوق. ومن هنا تنبع أهمية هذا الجزء من الكتاب.
لا يتركك المؤلفان عند هذا الحد، بل يتحدثان معك عن «خيارات إنشاء المشروع»؛
أي عن الهيئة التي تريد أن يأخذها مشروعك؛ هل تؤسس شركة بمقار ومكاتب أم تعمل من المنزل؟.. إلخ هذه الخيارات.
وبعد ذلك يتحدثان عن «استعدادات دخول السوق» وفيه لفت الأنظار إلى ما يجب التفكير فيه قبل إطلاق المشروع، وأخيرًا يتحدثان عن الإطلاق الفعلي للمشروع.