التسويق هو العنصر الحاسم في نجاحك بهذه المغامرة، ومن ثم لا يجب أن تنسى هذه المهمة الأساسية. وعليك أن تعرف، خلال هذا، ما هي القيمة المضافة التي تقدمها للجمهور؟ ومن هو جمهورك المستهدف من الأساس؟ وأن تعرف، أيضًا، أو تحدد بالأحرى أفضل الطرق للوصول إلى هذا الجمهور والتواصل معه.
اعرف نفسك
صحيح أننا، الآن، نتحدث عن كل ما يريد رائد الأعمال معرفته عن المشاريع الصغيرة
ولكن يجب أن يكون أول ما تعرفه هو نفسك، ومهاراتك، وما يتوفر لديك من خبرات وقدرات؛ فتلك هي الدعامة الأساسية التي يقوم عليها مشروعك بشكل عام.
ولا يعني كونك رائد أعمال أو صاحب مشروع ناشئ أن تكون خبيرًا في كل شيء،
ولا بارعًا في كل شيء، وإنما أن تدرك، على الرغم من ذلك، أنك المسؤول عن كامل النشاط التجاري. وبالتالي كن متأهبًا لذلك.
وعلاوة على ذلك، يجب أن تعرف ميولك الأساسية؛ كي تحدد النشاط الذي يمكن أن تعمل وتستثمر فيه،
وأن تختبر قدراتك على تحمل الفترات العصيبة والحاسمة، وعلى اتخاذ القرارات المصيرية.
إن معرفة كل هذه الأمور، وغيرها طبعًا، ستكون هي الخطوة الأولى على طريق ريادة الأعمال وبدء مشروعك الصغير.
365 يومًا في السنة
حين تقرر دخول عالم ريادة الأعمال أو امتلاك مشروع ما فعليك أن تدرك، منذ البداية،
أن كل الأمور الروتينية والتقليدية ذهبت أدراج الرياح؛ فلا موعد محدد للحضور والانصراف،
ولا فاصل حاسم بين العمل والحياة الشخصية، ولا حتى إجازات وعطلات ولا ساعات عمل محددة، باختصار ستظل المسؤول عن كل شيء في المشروع طوال الوقت.
وهو أمر يجب عليك وضعه في الحسبان؛ إذ إن التصور المخالف لذلك،
كأن تتصور مثلًا أنه بمجرد تأسيس مشروع ما ستأتيك الأموال من كل جانب بأقل جهد سوف يقودك إلى الخروج من هذا العمل
بالكلية عندما تُصدم بالوقائع الحقيقية لهذا العالم المليء بالمغامرة والكدح في ذات الوقت.
ربما تستطيع الحصول على بعض الأوقات الخاصة لنفسك، أي يمكن أن تحصل على بعض أوقات الفراغ، لكن هذا لن يكون في بداية المشروع؛ حيث إن هذه المرحلة الجنينية من عمر المشروع تتطلب كدحًا متواصلًا وعملًا دؤوبًا.
المال والنفقات
من الخطأ الفادح أن تغفل الأرقام والأمور المتعلقة بالماليات عند بدء مشروعك الصغير،
فمن المحتم أن تفعل العكس، أي أن تعرف كل شيء حول هذه القضية بدقة متناهية، كأن تعرف،
على سبيل المثال، مقدار المال اللازم لبدء التشغيل، ومقدار الأموال التي سيتوجب عليك إنفاقها قبل أن يبدأ المشروع في جلب الربح.
ومن بين ما يريد رائد الأعمال معرفته عن المشاريع الصغيرة
أو بالأحرى ما يتوجب عليه معرفته هو أن الحصول على الربح لا يأتي بشكل سريع أبدًا؛ إذ إن المرحلة الأولى من عمر المشروع هي، من حيث الأصل، بمثابة قناة النار التي يتوجب عبورها حتى يصل المشروع إلى مرحلة الأمان والاستقرار ومن ثم جلب الربح.
السوق والمنافسون
لعل الخطوة التالية مباشرة لاتخاذ قرار دخول عالم المشروعات الصغيرة والمتوسطة هو أن تدرس السوق دراسة وافية مستفيضة؛ كي تتمكن من العثور على الثغرة التي يمكنك النفاذ من خلالها وصناعة القيمة المضافة التي تضمن لك النجاح فيما بعد.
وإذا فعلت ذلك، سيكون لزامًا عليك أن تعرف من هم منافسوك؟ وماذا يقدمون للجمهور بالفعل؟ وما هي نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم؟ وبناءً على ذلك فإن ما يريد رائد الأعمال معرفته عن المشاريع الصغيرة لا يجب أن ينحصر في نفسه فقط، بل عليه أن يدرك أن نجاحه مرهون بالآخرين الموجودين في السوق، والذين ينافسونه.