لطالما كانت أساليب التفكير وتطوير الفكر من اهتمامات الكثيرين، لاسيما وأنّها تثبت يومًا بعد يومٍ أهميتها ومدى صدقها وقدرتها على مساعدة الشخص وتحسين أدائِه وإبداعه. تماشيًا مع ذلك،
سنحاول أن نتناول من خلال هذا الموضوع واحدةً من أهم تلك التقنيات الكلاسيكية التي اعْتُمدَت وطُرحَت في هذا المجال، والتي كانت السبب في جعل صاحبها يتربع على عرش أشهر علماء التفكير الإبداعي؛ ذاك المصطلح الذي ابتدعه بنفسه.
تعد القبعات التفكير الست «6 Thinking Hats»، من الآليات الحديثة، المعمول بها بشكل واسع في عدة مجالات، لا سيما التجارة وريادة الأعمال الاجتماعية؛ بهدف صنع القرارات الملائمة.
1 – القبعة البيضاء: لمن يبنون قناعاتهم على أساس الحقائق والأرقام Facts Hat.
2 – القبعة الحمراء: لمن يبنون قناعاتهم على أساس المشاعر والأحاسيس ومراعاة الآخرين Feelings Hat.
3 – القبعة الصفراء: لمن يبنون قناعاتهم على أساس النظرة الإيجابية والتفاؤل Positive Hat.
4 – القبعة الخضراء: لمن يبنون قناعاتهم على أساس التفكير الإبداعي والتفكير خارج الصندوق Creativity Hat.
5 – القبعة الزرقاء: لمن يبنون قناعاتهم على أساس هندسة التحكم وإدارة اختيار القبعة الملائمة عند التحاور أو النقاش الذاتي Control Hat.
6 – القبعة السوداء: لمن يبنون قناعاتهم على أساس النقد السلبي والسيناريوهات السلبية والتشاؤم لتطورات الأحداث Hat Negative. وهذا التحليل السلبي المسبق يجنب صاحب القرار الوقوع في مشاكل بضربات استباقية أو إجراءات وقائية.
نتائج استخدام قاعدة القبعات الست
بتفعيل آلية قبعات التفكير الست بشكل هادف وموضوعي وفاعل، يصل رائد الأعمال أو صاحب المشروع أو صانع القرار إلى صقل فكرته وقراره، الذي هو بصدد اعتماده، ثم إنجازه، إلى مرحلة الاقتناع والإحاطة المتكاملة للإيجابيات والسلبيات من تبعات الإقدام على تنفيذ المشروع المستهدف.
وليس لكل رائد أعمال القدرة على لبس القبعات الست، بشكل متناوب؛ لتمحيص وقراءة المواضيع، ومجريات الأحداث، والأفكار، والمشاريع التي تدور حوله، بل هناك تفاوت في القدرات من رائد أعمال لآخر، من حيث عمق التحليل، وقراءة الموضوع من عدة زوايا، وفق ما تشير إليه آلية القبعات الست.
وهكذا هي الحياة الفاعلة لكل منا داخل المجتمع، أو الشركة، أو الشارع، أو المحيط الاجتماعي، فلكل منا قراءة منفردة، يقوم من خلالها بتشخيص الحال من زاوية قبعة تفكير واحدة.
إنَّ إخضاع كل فكرة أو ممارسة أو قرار للغربلة من خلال تطبيق آلية قبعات التفكير الست، ضروري جدًا لتجذير الفهم المتكامل بالقرار من عدة زوايا؛ وذلك من خلال تفعيل خاصية هذه الآلية، وكذلك تفعيل خاصية النقد الفكري critical thinking.
وعلى ضوء ذلك، فإن النشاط الذهني يمضي بالإنسان المعني بالقرار قدمًا في الإيمان به، وإنجازه أو إلغائه من سلم القناعات، أو من خطط التنفيذ أو من قائمة الأهداف.
وتفعيل هذه الآلية فنٌ قد لا يجيده كثير من رواد الأعمال؛ لقلة الإلمام به أو لفقدان الموضوعية، أو انصياع البعض للانحياز المُسبق لحزمة قناعات، أو لعدم ممارسته العملية.
ولعل من المهم في عصر الإنترنت وانفتاح التواصل الاجتماعي، أن يخصص كل رائد أعمال- يود تطوير ذاته- بعض المهارات التفكيرية، فلعلها تكون له منارة إبحار في محيط عالم القرارات المتنوعة، والعلاقات الشائكة.