إن الوقت معضلة لمن يظنه كذلك، لمن يتصور نفسه مشغولًا طوال الوقت، لا يعاني من طغيان الوقت إلا أولئك قصيري النظر، والخاضعين فريسة لأوهام لا تمت للواقع بصلة، إن المرء حالما يعمل، ويؤدي ما عليه من مهام، وحين يدرك أن الوقت هبة، وأنه كافٍ لإنجاز ما يتوجب عليه إنجازه، فلن يشعر بضغط الوقت، ولن يعاني رُهابًا منه. إذا أردنا أن نستمتع بالوقت فلنطور العقلية القادرة على ذلك والمستعدة له أولًا.
الوقت صناعة ذاتية
ليس غريبًا، على سبيل المثال، أن نعثر على أشخاص لا يعرفون الربيع من الخريف،
ولا يستطيعون تمييز بعضها عن الآخر؛ فالسبب هو عدم إدراكهم لهذا الوقت،
وما ينطوي عليه من تغير وتبدل، ومن ثم، يمكن التجاسر على القول إن ما ثمة وقت لكن، فقط، وعي به،
والعلاقة بين طغيان الوقت والوعي به علاقة طردية؛ فإذا زاد إدراكك للوقت ووصل إلى حد الهوس وقعت فريسة لطغيانه وضغطه، والعكس كذلك صحيح.
الوقت، إذًا، من صُنع أيدينا فلنفعل به ما نشاء. إن إدراك معنى كهذا كفيل بأن يقلب حياتنا رأسًا على عقب؛
فعلى سبيل المثال، ليس هناك ضغطًا في العمل، فقط هناك شعور ذاتي لديك بأن ثمة ضغط ما،
فإن غيرت طريقة تعاطيك مع العمل، ووقت العمل ذاته، والمهام الموكلة إليك ستتغير نظرتك إلى هذه الضغوط وتلك الإكراهات التي أنت رازح تحت نيرها.
الوقت كافٍ اعمل كي يتمدد
يقول أحد الحكماء: “لا تطارد سحابًا فلن تدركه أبدًا”، لكنك تسأل: ما الذي يتوجب عليّ فعله الآن؟ اعمل فقط، ليس عليك سوى أن تعمل، أن تؤدي ما عليك من مهام.
من بين أكثر الأساطير المتداولة عن الوقت أنه قصير، هو في الحقيقة ليس قصيرًا،
بل نحن الذين لا نعمل؛ إن أفضل طريقة لكي نطيل أمد الوقت، وأن نُبطء معدل سرعته هو أن نعمل،
أن نملأ اللحظة الحاضرة بالمهام والأعمال، ووقتها لن نشعر بأن الوقت كافيًا فحسب، بل سيمسى أكثر ثراءً كذلك.
ربما تكون، مثلًا، تعمل في بيئة عمل ملؤها الإزعاج والضجيج، فتقرر بناءً على إدراك خاطئ للوقت
أن تكف عن العمل ريثما تهدأ الجلبة المحيطة بك، لكن ما لا تعلمه أنه ربما لا تنتهي هذه الجلبة أبدًا،
ومن ثم سيضيع وقتك في انتظار ما لن يأتي.
في حين أن ما كان يجب عليك فعله هو، بكل بساطة، أن تعمل، فقط أن تعمل؛ فإذا تركت نفسك تغوص
في مهامك الملقاة على عاتقك بالكلية فلن تكون واعيًا أصلًا بهذا الإزعاج المحيط به،
وقد يهدأ الصخب والضجيج حالما كنت تعمل.
ربما تكون، مثلًا، تعمل في بيئة عمل ملؤها الإزعاج والضجيج، فتقرر بناءً على إدراك خاطئ للوقت أن تكف عن العمل ريثما تهدأ الجلبة المحيطة بك، لكن ما لا تعلمه أنه ربما لا تنتهي هذه الجلبة أبدًا، ومن ثم سيضيع وقتك في انتظار ما لن يأتي.
في حين أن ما كان يجب عليك فعله هو، بكل بساطة، أن تعمل، فقط أن تعمل؛ فإذا تركت نفسك تغوص في مهامك الملقاة على عاتقك بالكلية فلن تكون واعيًا أصلًا بهذا الإزعاج المحيط به، وقد يهدأ الصخب والضجيج حالما كنت تعمل.
“الضغط يزيدك حكمة” جرّب هذه الطريقة!
إذا تم تكليف عشرة من أشخاص بمهمة واحدة، فإن النتائج التي يتم الحصول عليها من كل واحد
ستكون مختلفة عن تلك التي يتم الحصول من الآخر، وهكذا، وسبب هذا الاختلاف في النتائج هو الاختلاف في العقليات، وفي إدراك كل واحد من هؤلاء العشرة للمهمة التي أوكلت إليه.
وإذا وُضع المرء تحت ضغط ما، فقد يتذمر ويعترض ويحتج، لكن، وعلى الجهة الأخرى،
قد يشعر الآخر بأن هذا الضغط ليس أكثر من تحدٍ، ليس سوى اختبار لقدراته ومهاراته.
هذا الشخص، الأخير، هو الذي يمكنه أن يدرك الحكمة من العمل، ليس هذا فحسب،
بل أن يجد متعة فيه كذلك. كل شيء، إذًا، متوقف على الطريقة التي ننظر بها إلى مهامنا، وإلى إدراكنا للوقت.