تغير العالم الحالي وذهب إلى غير رجعة، والنسخة الجديدة من العالم لن تكون كسابقتها في شيء،
تلك أحد أبرز المحاور والقضايا التي يجب أن يتضمنها موضوع حيوي مثل رواد الأعمال
وخطة ما بعد كورونا، يعني هذا الاستخلاص، ضمنيًا، أن كل ما كنا نفكر في الماضي، وكل طرائقنا،
وأدواتنا، أمست كبنادق صدئة، ولا منفعة فيها ولا جدوى.
يضعنا هذا التفكير أمام تحدٍ من نوع جديد، وهو ذاك المتعلق بفكرة استبدال الأطر والاستراتيجيات القديمة بأخرى جديدة تتناسب والعالم الجديد الآخذ في التشكل حاليًا. ليس من السهل وضع خطط واستراتيجيات للتعامل مع ما بعد كورونا، لا سيما في هذا الوقت المبكر، ولكن من المهم النظر إلى ما كنا نفعله في السابق، وإلى تحديد ومعرفة الصواب فيه من الخطأ، والإبقاء على ما يمكن إبقاؤه منه، وتطوير ما يقبل التطوير.
هذا سؤال من المتعذر الإجابة عنه حاليًا؛ فكل ما نملكه بشأن العالم الجديد القادم هو اللا يقين،
كل ما نعرفه عنه أننا لم نعرفه بعد، صحيح أن ثمة يقين واحد صغير مفاده: أن العالم الجديد الآتي
لن يكون شبيهًا بالعالم الذي لملم أوراقه ومضى في شيء.
لكن أليس من الممكن استشراف المستقبل والتنبؤ به؟ بالتأكيد هذا ممكن،
وخير ما يعينك في النهوض بهذه المهمة على الوجه الأمثل أن تسأل، أي أن تسأل كل ذي صلة
ودراية بالأمر، اسأل كذلك أولئك الذين تتعامل معهم بشكل مباشر مثل: موظفيك، عملائك.. إلخ؛ أملًا في أن تتمكن من استشفاف النسخة التي قد يبدو عليها العالم في المستقبل.
التفكير المسبق والتخلي عن النجاحات السابقة
بناءً على ما سلف، لعله اتضح جليًا أن التفكير المسبق هو العامل الحاسم والمحدد عندما نفكر في مسألة حيوية مثل «رواد الأعمال وخطة ما بعد كورونا»، فاستباق الظروف يمكننا من التعامل معها، ليس في اتقاء شرورها وتجنب سلبياتها فحسب، وإنما في اغتنام ما قد تطرحه من فرص.
ليس هذا فقط، بل ينبغي على رواد الأعمال أن يدخلوا إلى العالم الجديد بذهنية جديدة مختلفة تمامًا عما كانت عليه في الماضي؛ إن المنتج الرائج الذي كنت تنتجه، والنجاح الكبير الذي حققته قبل كورونا لن يعينك في شيء عند دخول العالم الجديد كليًا والذي رسمت هذه الأزمة حدوده ومعالمه.