لطالما اهتم الانسان قديماً وحديثاً بالكائنات التي تعيش معه وفي محيطه وتتأثر بالعوامل البيئة نفسها التي تؤثر عليه
ولكن هذا الاهتمام عندما يرتقي إلى حالة الشغف فإنه ينتج إبداعاُ وتميزاٌ, وهذا هو الوصف الأمثل لحالة المهندس
محمد أبو جراد.
محمد عوني أبو جراد (28 عاما) خريج هندسة معمارية ويمارس المهنة, ولكن هوايته في تربية دجاج الزينة وولعه
في اقتنائها كانت في الدرجة الأولى من اهتماماته الشخصية.
وحول أرضه الى حديقة مميزة, فهي مختصة لدجاج الزينة متعدد الأشكال والألوان النادرة من نوعها في قطاع غزة
فيسعى أبو جراد لتطويرها والاهتمام بهذه الأنواع النادرة والباهظة الثمن.
هواية منذ الصغر
قال عن بدايته في تربية طيور الزينة منذ الطفولة, فكان يربي طيور ذات الأصناف المحلية, ولكن منذ عامين عمل
على تطوير تربية دجاج الزينة داخل القطاع هو وشريكه سليمان السقا, فقاما باستيراد دجاج الزينة ذات السلالات
الأوروبية, التي يستوردها من رومانيا إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وتابع حديثه قائلا ” أن الطيور التي توجد داخل مزرعتي تربطني بهم قصة عشق، حيث أقضى معظم أوقاتي في
العناية والاهتمام بها، فهي تحتاج إلى دقة كبيرة في التربية لاختلاف البيئة عليها”.
اختيار العينات
وعند حديثنا عن اختيار العينات وهل هي مطابقة لطلبه قبل وصولها إلى القطاع قال ” قبل استيرادها نقوم باختيار
الدجاج من خلال إرسال صور وفيديو للعينات المعروضة للبيع ويتم اختيار المطلوب منها وإرسال ثمنها للرجل
المختص بعملية الشحن والاستيراد, وتصل البضاعة حسب الاتفاق, حيث نتعامل مع شخصين فقط مختصين بهذا
المجال وهما محل ثقة بالنسبة لنا حيث تعرضنا في السابق لعمليات غش من قبل تجار المحليين حتى استقر بنا للتعامل
مع اثنين أحدهما من القدس المحتلة والآخر من قلنسوة من الداخل المحتل”.
أسعار الطيور
ويقول أبو جراد في حديثه لنا ” أن أسعار الطيور تختلف حسب أنواعها, فيصل سعر دجاج (البراهمة العملاق) إلى
100 دولار للصوص الواحد و500 دولار للديك أو الفرخة الواحدة ويتميز هذا النوع بحجمه وطوله الضخم وألوانه
المميزة, أما دجاج (الجيم موردن) فيصل سعر الواحد منها إلى 200 دولار للديك أو الفرخة ويتمتع بساقيه الغريبتين
وشكله الإنسيابي , ودجاج (الكوشامو) فيصل سعر الواحد منها قرابة 700 دولار للديك أو الفرخة “.
وأشار أن مزرعته تحتوي على أنواعٍ مختلفة ومنها: (دجاج المصوف أو السلكي الأمريكي) الذي يمتاز بحجمه
الصغير وريشه الناعم كالقطن, و(السيراما الماليزي) ذو الحجم الصغير جداً وغريب الشكل, و(الدجاج الإندونيسي
الأسود) الذي يمتاز بلون لحمه وريشه الأسود ويعرف بدجاج الملوك وطعام الأغنياء.
التحديات والمعيقات
وعند سؤاله عن أبرز التحديات التي واجهته في استيراد الطيور وتربيتها داخل القطاع تحدث قائلاً ” في بعض
الأحيان تمنع إسرائيل دخول الطيور إلى القطاع حيث يشكل عائقاُ لدينا في استيرادها وتوفيرها في قطاع غزة
وفرض الضرائب عليهاُ ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها”.
وتابع حديثه أن من أكبر التحديات التي يواجهها في تربية دجاج الزينة هي توفير بيئة مناسبة لها, فهي تعيش في بيئة
ذات أجواء باردة في أوروبا تختلف عن البيئة المعتدلة في فلسطين, فتحتاج هذا الطيور إلى العناية ومتابعتها ووقايتها
من الأمراض المنتشرة كمرض (النيوكاسل وسالمونيا) التي تصيب الطيور عند تغير المكان الذى تعيش فيه, كذلك
نقص الأدوية داخل القطاع التي تساعد في علاج هذه الأمراض.
تحدي الحصار
ويضيف أبو جراد أن استيراد طيور الزينة من الخارج يعمل على كسر الحصار وتحدياُ لكل الصعوبات التي تحيط
بقطاع غزة, مشيراً إلى أنه استطاع استيراد دجاج الزينة ذات السلالات الأوروبية والعالمية التي تضاهي جميع
السلالات القديمة والمحلية داخل القطاع بل تنافس أوروبا نفسها في هذا المجال وبالمقاييس العالمية.
طموح وإصرار
ويسعى أبو جراد إلى تطوير مزرعته باستيراد طيور ذات مستويات عالمية ومنافسة في المقاييس العامة لدجاج الزينة.
ويضيف قائلاً :” أننا نسعى لعقد مسابقات ومعارض محلية منوهاُ إلى اهتمامه بالمشاركة في المعارض الدولية
المشابهة , نعرض من خلالها طيورنا المميزة ذات الأشكال والأحجام المختلفة”.
وينهي حديثه أن الحرص على التطوير والرقي والتميز هو الذي ساهم في تقدمه على غيره من هواة تربية دجاج
الزينة, ساعيا إلى نشر هذه الهواية كثقافة بين الناس في قطاع غزة.
