تطوير كفاءات جديدة
تدرك الشركات ذات القدم الراسخ في السوق والخبرة الكبيرة أن رأسمالها هو موظفوها، فتحرص على التمسك بهم،
لا سيما المهرة والأكفاء من بينهم، وتطور برامج ولاء لضمان استمرار هؤلاء الموظفين في العمل لصالحها.
لكن، وعلى الجانب الآخر، يجب أن تأخذ احتياطاتها جيدًا، وأن تضع دائمًا سيناريوهاتها البديلة وخططها للأحداث العادية والطارئة على حد سواء،
فقد يقرر أحد المدراء الأكفاء المغادرة، وإذا لم تكن الشركة فكرت في خطة تعاقب الموظفين فإنها ستجد نفسها عُرضة لمخاطر جمة.
إن فكرة استخلاف الموظفين التي نتحدث عنها الآن تحمل في طياتها ميزات فريدة
ليس أقلها أنها تقي الشركة من الكثير من المخاطر، فضلًا عن أنها تضمن لها الاستمرار
في تطوير المواهب، ومن ثم تعاقب الموظفين المهرة والأكفاء.
مستقبل المنظمة
إن التفكير في خطة تعاقب الموظفين لا بد، وهذا أمر بديهي، أن يكون موهونًا بمستقبل المنظمة بشكل عام؛
فإذا لم تكن المنظمة تعرف إلى أين تريد أن تصل؟ وما هي ملامح مستقبلها؟
فلا جدوى من تفكيرها في تعاقب موظفيها الأكفاء.
إن التفكير في تعاقب الموظفين مبنٍ على خشية المنظمة من الفقدان المفاجئ لأحد الموظفين المؤثرين وبالتالي تعطيلها عن السير في مسارها الذي وضعته لنفسها سلفًا.
الشفافية وخطة التعاقب
عندما تفكر الشركة في إحلال موظف محل آخر، دون أن تخبر هذا الشخص الأول الذي سيجرى استبداله،
ويتم تكليف الموظف الجديد _الذي يتم إعداده لتولي المهمة الجديدة_ بمهام جديدة،
ودعوته لحضور اجتماعات عليا وما إلى ذلك، فإن هذا من شأنه أن يثير حالة من البلبلة ويتسبب في نشر شائعات ضارة بالمؤسسة ككل.
ومن هنا، فإنه ومن أجل مصلحة المؤسسة ذاتها من الواجب عليها إعلان خطة تعاقب الموظفين بشكل واضح وصريح؛
فهذا الأمر سيقضي على كل أسباب الشائعات، كما أنه سيلهب حماس الموظفين، خاصة أولئك الذين تخشى المؤسسة من مغادرتهم إياه
قائمة المواهب
إذا كنت نفكر في استخلاف بعض الموظفين، وإحلال بعضهم محل بعض، فلزامًا علينا أن نحصي المواهب التي لدينا عددًا، وأن نعرف بالضبط ما الذي يمكنهم تقديمه، بل حتى ما هي الإضافة التي يمكن أن يضيفوها، أكثر مما كان يفعل الموظفون الأكفاء السابقون.
إن البحث عن المواهب في المؤسسة، والتفكير في توليتهم مناصب مهمة ومحورية قد يلفت الانتباه إلى الكثير من المواهب الخفية، والتي كانت تعمل في صمت دون أن يلاحظها أحد.