يمكن للشركات التي تحرص على أخذ آراء موظفيها، والاستفادة من وجهات نظرهم تحصيل الكثي
ر من المعرفة التي تدفعها إلى الإبداع والابتكار.
وثمة مكسب آخر بالنسبة لهذه المنظمة الشجاعة يمكن أن تحققه من خلال هذا التبادل الحر للأفكار والآراء،
وهو ذاك الذي يمكنها من تجنب اتخاذ القرارات الخاطئة، ويعفيها كذلك من الوقوع في الكارثة.
بيئة عمل آمنة
لكن لكي تحقق المنظمة الشجاعة هذه المكاسب ينبغي عليها أن توفر بيئة عمل آمنة لموظفيها،
وأن توفر مناخًا آمنًا للعيش والعمل في هذه البيئة، وهذا أمر على قدر كبير من الأهمية؛
إذ إن السلامة النفسية للموظفين أحد أبرز تجليات بيئة العمل الآمنة.
وتظهر أهمية هذه السلامة النفسية من الآثار السلبية التي تنتج عن عدم وجودها، حيث إن غيابها يثني عن المخاطرة، وتبادل الأفكار، واتخاذ القرارات الصارمة.
وفي مثل هذا النوع من بيئات العمل الآمنة يشعر الناس بالالتزام الأخلاقي بالتحدث وتبادل المعارف والأفكار، وتقديم تعليقات بناءة، ويعمل هذا الأمر على تسريع التعلم، وتبادل المعرفة بين الموظفين.
إعادة صياغة الأخطاء
إن المنظمات الشجاعة هي تلك التي قررت الإقلاع عن التعنيف وتوبيخ موظفيها، بل هي تعمل وبشكل مطرد على إعادة صياغة الأخطاء التي وقع فيها هؤلاء الموظفون، وتحاول أن تقول لهم إن هذه الأخطاء من الممكن النظر إليها بشكل مختلف، ناهيك عن أن السبب فيها هو أن طبيعة العمل الذي يؤدونه معقد في الأساس.
ومن ثم فإن الوقوع في الخطأ أمر وارد، لكن المهم هو العمل على عدم تكراره،
ومحاولة العثور على زاوية جديدة في النظر إلى مثل هذه الأخطاء.
تشجيع الأسئلة وتحدي الخوف
السؤال هو السبيل الوحيد للحصول على أفكار نيرة وجديدة، ومن ثم على المنظمة الشجاعة أن تعمل على تشجيع هذه الأسئلة، حتى لو كانت تمثّل تحديًا لقرارات كبار المدراء أنفسهم. إن الأمر يتعلق بمحاولة الوصول إلى أفضل القرارات والتي يمكن من خلالها الدفع بالمؤسسة قُدمًا.
ليس هذا فقط، بل إن مثل هذا النوع من التدرب على الأسئلة الجذرية هو بمثابة تحدٍ للخوف، ومحاولة توفير بيئة عمل آمنة لا خوف فيها، بل إنها تحاول توفير أكبر قدر من الحرية لهؤلاء الموظفين؛ رغبة في الاستفادة منهم ومما يطرحونه من آراء وتوجهات.
