إن مرونة ريادة الأعمال وقت الأزمات ليس هو ما يميزها فحسب بل أمست،
بفعل هذه الكوارث والتغيرات الدراماتيكية التي يرزح العالم تحت نيّرها ضرورة لازمة ومحتمة
فلو لم يتأقلم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة مع هذه المستجدات وتلك الأزمات التي تظهر من وقت لآخر لانمحى عملهم من سجل السوق.
حين تحدث أزمة أو كارثة ما وتلقي بظلالها على الشركات أيا كان حجمها فإن ذلك هو الوقت المناسب لأخذ خطوة إلى الوراء والتفكير في الاستراتيجيات الماضية،
والتقاط الأنفاس، فبغض النظر عن كون هذه الوقفة التأملية فرصة مهمة لتقييم ما فات،
فإنها كذلك هي الشرط الأول والمسبّق للتعامل مع الأزمات باختلاف أنواعها وأنماطها.
وإذا كنا بصدد الحديث عن مرونة ريادة الأعمال وقت الأزمات فإننا سنحاول الإشارة إلى بعض الاستراتيجيات التي قد تكون مفيدة في التعاطي مع هذه الظروف،
والخروج بالشركات من النفق المظلم والوصول بها إلى شاطئ الأمان.
كن قابلًا للتكيف
لعل الميزة الأكبر التي تميز الإنسان، بل قوته الأساسية، تكمن في القدرة على التكيف، يتعلق الأمر بالحياة الشخصية والعمل على حد سواء،
وإذا كنت رائد أعمال أو صاحب مشروع ناشئ فإن أول ما يتعين عليك فعله، في ظل الأزمات، هو التكيف معها والتأقلم مع ما تطرحه من مستجدات.
وعليك أن تدرك أن رواد الأعمال غالبًا ما ينتهون إلى مكان غير ذاك الذي بدأوا منه؛
وذلك لأنهم يطورون أعمالهم طوال الوقت بما يتناسب مع معطيات السوق ومستجداته، لذا فليس من المنطقي أن يتخلف أحد عن الركب.
فكّر بطريقة إبداعية
الإبداع هو القدرة على الإتيان بشيء جديد والتفكير في المعطيات الحالية والمألوفة ثم الخروج منها بحل مربح ومستدام كذلك ذاك هو جوهر ريادة الأعمال بالمناسبة،
لكن هذا الضرب من التفكير يصبح محتمًا وضروريًا عندما تصل الشركة إلى نفق مظلم،
وتواجهها معطيات السوق الجديدة تمامًا عليها وعلى خططها واستراتيجياتها،
ومن ثم لا مناص من التفكير خارج الصندوق، والإتيان بحل رائد ومبتكر.
تواصل مع العملاء وطمئنهم
لدى أي شركة مجموعة من العملاء الحاليين الذين تتقدم إليها بخدماتها ومنتجاتها،
وحيال الأزمة على هذه الشركة ألا تنساق وراء نوبات الهلع والتخويف،
وإنما، على العكس من ذلك، تحرص على التواصل مع العملاء،
وتؤكد لهم أن الخدمات التي يحصلون عليها والمنتجات التي يرغبون في شرائها ستصلهم كما يريدون.
قد تتغير طريقة توصيل المنتج _بفعل هذه الأزمة أو تلك_ وإنما سيصل المنتج، في نهاية المطاف إلى العميل.