الفكرة الرائدة هي الخطوة الأولى على طريق ريادة الاعمال الطويل، وهي تحتاج إلى قوة دافعة
كي تتمكن من التبلور والتحول ومواصلة السير؛ إذ إن هناك الكثير من الأفكار التي تتعرض للوأد في مهدها،
وأفكار أخرى تنتهي من حيث بدأت، وثالثة تتعثر في منتصف الطريق.
وهذه القوة الدافعة _التي نتحدث عنها هنا_ هي تلك الآليات والمنهجيات والخطوات التي أشار إليها
«خالد الراجحي» في هذا الكتاب، وأشار إليها غيره بطبيعة الحال، سوى أن هذا الكتاب يتميز بالبساطة والعملية في ذات الوقت.
وفرة الأفكار وقلة الفرص
ينطلق مؤلف هذا الكتاب، على ما يبدو، من نقطة جوهرية مفادها: أن هناك وفرة من الأفكار،
فالكثير من الأشخاص لديهم أفكار رائدة وحيوية بالفعل، إلا أن المشكلة تكمن في كون هذه الأفكار لا تغادر
رؤوس أصحابها، وحتى وإن غادرت رؤوسهم لا يتحقق من خلالها أي مكسب أو عائد لا لهم ولا لمجتمعهم واقتصاد وظنهم.
يقول خالد الراجحي:
«هناك الكثير من الأفكار والتي يمكن تحويلها إلى فرص تجارية، وتتنوع هذه الأفكار ويتنوع أصحابها
ولكنها تبقى أفكارًا ليس لها قيمة إذا لم تتبلور وتتحول إلى فرص».
وعلى ذلك فإن عدم تحويل الفكرة إلى فرصة يعني خسارة بينة، ليس لأصحاب هذه الأفكار فحسب، وإنما للاقتصاد والمجتمع ككل؛ فمن المعروف أن الفكرة الرائدة والمنتج المبتكر تعظّم العائدات الاقتصادية، وتسهّل حياة الناس، وكون هذه الفكرة تم وأدها في مهدها يعني خسارة كل هذه المكاسب.
اختبارات ريادية
من بين الأمور اللافتة التي يطرحها هذا الكتاب هو فكرة الاختبارات التي يقدمها خالد الراجحي؛ من أجل السير الممنهج على طريق تحويل الأفكار إلى فرص، ومن بين هذه الاختبارات ما يلي:
- هل أنت مبادر؟
هذا اختبار مهم؛ لأنه يعطي إشارة واضحة لما يمكن أن يكون عليه المشروع في المستقبل، فمن خلال ما تتمتع به من صفات يمكن أن تتجاوز العقبات التي تعترض طريقك أو تسقط، إن ما تتمتع من صفات يساعدك في النظر إلى الأفكار كرأس مال وفي تحويل هذه الأفكار إلى أموال.
- هل فكرتك بها ميزة تنافسية؟
إذا كان الاختبار الأول هو اختبار للشخص، فإن هذا الاختبار الثاني هو اختبار للفكرة؛ فليست كل فكرة يمكن أن تكون فرصة، ولا كل يمكن النظر إلى كل الأفكار كرأس مال، وحدها الفكرة الرائدة والتي تنطوي على ميزة تنافسية هي التي تستطيع فعل ذلك.
- تحليل المنافسين
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما يجب أن نتقدم خطوة إلى الأمام وأن تنظر إلى منافسيك الموجودين في السوق، وتعرف ما هي نقاط قوتهم وضعفهم؛ كي تستطيع تحديد الثغرة التي ستنفذ من خلالها إلى جمهورك المستهدف.\
- هل لديك استراتيجية لمشروعك؟
إن فقدان المشروع لخطة العمل الواضحة والمحددة، والاستراتيجية التي ترسم له الطريق، يعني فقدانه البوصلة، وأنه، في الغالب، سيخبط خبط عشواء، دون أن يعرف كيف يسير ولا أين يريد أن يصل.
- هل لديك استراتيجية تسويقية؟
استراتيجية المشروع التسويقية هي التي تقدم إجابات عملية عن أسئلة مهمة من دونها لن يكون نجاح المشروع مضمونًا، وتتلخص هذه الأسئلة في: كيف نقدم منتجنا؟ أين سنعرضه؟ متى؟ ولماذا أصلًا نطرحه في السوق؟ ومن سيتولى المهمة؟ وماذا يمكنه يقدم لنا أو للمستهلك المحتمل؟
الإدارة
قبل أن تخوض غمار تجربة إنشاء مشروع ما، عليك أن تملك الاستراتيجية الإدارية التي ستتعامل بها، وليكن منك على بال، أن العاملين أهم من الآلات والأدوات، واحرص، كذلك، على تعيين من يعلمك ما لا تعلم.
الموازنة
هنا يأخذ التخطيط منحى مختلفًا بعض الشيء، فهما كان قوة قناعتك ونظرتك إلى الأفكار كرأس مال
إلا أن هذه القناعة يجب أن تكون مدعومة بأسس مالية مضبوطة؛ ولذلك كن متحفظًا بشأن افتراضاتك المالية، وتأكد بأن لديك مصادر تمويل أكثر مما تحتاج؛ فلا بد أن يحتاج المشروع بعض الأموال في مراحله المختلفة.
اختبار ثلاثي:
في هذه المرحلة عليك أن تتأكد من ثلاثة أمور:
- هل السوق موجود أم مؤقت أم افتراضي.
- تأكد أن مشروعك قادر على المنافسة.
- هل المشروع سيدر ربحًا؟
ما لن تجده في كتب الإدارة
وهنا يتوجه «خالد الراجحي» وجهة أخلاقية، ويشدد على بعض الممارسات الأخلاقية والقيمية التي على رائد الأعمال أداؤها كي تسهل عليه مهمته.
- ابدأ
وبعد كل هذه الاختبارات والمراحل، آن أوان البدء، فابدأ مشروعك، وإن فشلت ابدأ مرة أخرى، فمن أدام الطرق ولج.
وهكذا وبعد اتباع كل هذه الخطوات ستتأكد النظرة إلى الأفكار كرأس مال وسيكون بالإمكان تحويل هذه الأفكار إلى فرص تجارية، تدر ربحًا وعائدات اقتصادية تسهم في تنمية المجتمع وتطويره وخدمة أبنائه.