لماذا يجب على آبل تصنيع الهواتف الصغيرة:
عكست مجموعة منتجات آبل سابقًا الفلسفة القائلة بأن منتجًا واحدًا يمكن أن يلبي احتياجات جميع المستخدمين،
لكن هذا تغير حاليًا، إذ تتوفر الآن مجموعة كبيرة من أجهزة آيفون وآيباد.
ويقلل هذا الأمر من أهمية إحدى الميزات الأساسية بالنسبة لبعض مستهلكي آبل المتمثلة في التحرر من عبء الاختيار،
إلا أنه من المهم لمستقبل منصات آبل أن تتعامل مع مجموعة متنوعة من المستخدمين،
من ذوي الدخل المنخفض إلى ذوي الدخل المرتفع، ومن منطقة إلى أخرى، وما إلى ذلك.
ومع ازدياد أحجام الهواتف، فقد ظهرت العديد من الشكاوى،
مثل: لماذا لا توجد هواتف تناسب الأشخاص ذوي الأيدي الصغيرة،
ولماذا يجب أن يشتري بعض الأشخاص من ذوي الأيدي الصغيرة مرفقات لإمساك الهاتف الكبير الحجم بأمان، ولماذا يجب شراء أدوات وملحقات إضافية لمجرد حمل الهاتف؟
كما ظهرت شكاوى بشأن إمكانية الوصول، إذ هناك العديد من المستخدمين من ذوي الإعاقة الذين لا يستطيعون التعامل مع الهواتف الكبيرة،
ويفضلون الهواتف الصغيرة الأكثر عملية بالنسبة لهم،
وبالرغم من أن آبل قدمت العديد من الميزات المهمة ضمن نظام (iOS) لتسهيل التعامل مع الهاتف، لكنها لم تراعِ تنوع القدرة البشرية في الأجهزة أيضًا.
وتُعد مسألة الحجم مهمة أيضًا لتصميم البرامج،
إذ بدأ المستخدمون يطالبون مطوري التطبيقات بنقل عناصر الواجهة إلى الأسفل بدلًا من الأعلى بعد أن أصبحت هواتف آبل كبيرة جدًا،
وقدمت الشركة ميزة تسمى (قابلية الوصول) Reachability، التي تتيح للمستخدمين سحب الجزء العلوي من الإطار للأسفل لتسهيل الوصول إليه.
وعندما تلجأ آبل إلى تقديم هذه الميزة حتى يتمكن المستخدمون من الوصول بسهولة إلى واجهة المستخدم بأكملها،
فذلك يعني أن هناك مشكلة تصميمية بدون حلول مناسبة،
كما تسبب فشل آبل في تقديم خيارات تلبي الحاجات الكاملة للسوق في منع بعض فئات منتجاتها من الحصول على حصة سوقية مهيمنة.
ويتمثل الحل البسيط لتلك المشكلة في تزويد المستهلكين بهاتف أصغر كواحد من العديد من الخيارات،
أي طرح جهاز بحجم جهاز (iPhone SE) الأصلي يناسب فئة مهمّشة في الوقت الحالي من المستخدمين.