يجب عليك كرائد أعمال بشكل خاص أو صاحب عمل بشكل عام، أن تختار كل موظف بعناية ودقة شديدتين؛
فذلك سيكون فريق العمل الذي يتوقف عليه نجاح المشروع من عدمه.
إن الاختيار الخاطئ للموظفين يعني أن كل ما سيبنى عليه من اختيارات سيكون بمثابة جهود مهدرة؛
فالتعيين الخاطئ سيكون مكلفًا من الجهة المالية، ومستهلكًا للوقت، ومدمرًا للعلاقات مع الزبائن والعملاء؛
لذلك كن حذرًا عند اختيار موظفيك.
جدوى إجراء مقابلات العمل
إذا أردت أن تعرف كيف تختار موظفيك؟ فاعرف كيف تجرى المقابلات ولماذا؟ تُجرى المقابلات لهدف بسيط جدًا، ولكنه معقد أيضًا، ألا وهو الالتقاء بالموظفين المحتملين، واختيار أفضلهم؛ إذ يوجه المدراء وخبراء التوظيف أسئلة مباشرة للمرشحين للوظيفة؛ ليكتشفوا خبراتهم الماضية، ومدى ملاءمتها للوظيفة الحالية.
إذا كنت تعتقد أن هذا كل شيء، فأنت مخطئ تمامًا، فللمقابلة عدة مهام أخرى؛ من بينها:
1- تمنح المدراء فرصة لاستكشاف مدى احتمالية انسجام المرشحين المحتملين مع فريق العمل الحالي من عدمه.
2- معرفة أو استكشاف مدى تقييم المرشحين المحتملين للوظيفة لقدراتهم في المستقبل، ورغم أن هذا أمر صعب للغاية، إلا أن بعض خبراء التوظيف يعتقدون بأنهم قادرون عليه.
3- تمنح الموظفين المحتملين فرصة لمعرفة مدى ملاءمة الوظيفة لهم ولاحتياجاتهم، كما تتيح للمدراء معرفة هذه الاحتياجات واستغلالها؛ من أجل تحفيز هؤلاء الموظفين فيما بعد.
4- معرفة أدوار الموظفين وما يُناط بهم من مسؤوليات في المستقبل.
كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل من إجراء المقابلات أمرًا محتمًا، وهذا طبيعي، لكن الأهم من إجراء المقابلة هو القدرة على الخروج منها بكل هذه المنافع المشار إليها آنفًا.
أخطاء شائعة عند اختيار الموظفين
بعد سلسلة طويلة من إجراء المقابلات، يكون على المدراء وخبراء التوظيف اتخاذ القرار
بتعيين هذا واستبعاد ذلك، وهي خطوة من أصعب الخطوات،
ففي معظم الأحيان لا تكون الرؤية واضحة، ويكون بعض المرشحين متقاربين في المهارات والخبرات والكفاءات،
وربما يكون كل المرشحين بعيدين تمامًا عن المهارات المطلوبة،
وحينئذٍ يكون خيار الاستبعاد صعبًا هو الآخر، خاصة إذا كان عدد المتقدمين للوظيفة محدودًا، فمثل هذه الأمور تجعل المدير المختص والمخوَّل باتخاذ القرار في حيرة من أمره.
كيف تختار موظفيك
بالطبع ليس هناك جواب شافٍ عمن يجب عليك تعيينه؛ فلكل عمل ظروفه، لكن هناك أخطاء شائعة يجب عليك تجنبها؛ حتى تتمكن من اتخاذ القرار الصحيح إزاء عملية التعيين، منها ما يلي:
1- المظهر
احذر أن يخدعك مظهر مرشح من المرشحين، وليكن كل جهدك منصبًا على البحث في هذا
الشخص عن وجود المهارات التي تتطلبها الوظيفة المعُلن عنها من عدمه.
2- السلوك
لا تتأثر بسلوك المرشح -مهما كان غريبًا أو غير مألوف لديك- حاول أن تفهم المعنى الكامن وراء السلوك والتحركات.
3- الثقافة
لا تتعلق بثقافة الآخرين، وطريقة تعاملهم، فالثقافات مختلفة بحسب المناطق والبقع الجغرافية؛ ومن ثم لا تلقِ بالًا لتصرفات المرشحين؛ مثل “عدم مصافحتك حال دخوله حجرة المقابلة”.
4- أحكام التجربة
يُكوّن كل منا آراءه عن العالم بناءً على خبراته، والدروس التي استفادها من حياة الآخرين، لا تعتمد على خبراتك وحدها في اتخاذ قرار التعيين، بل استشر غيرك من الخبراء في هذا الشأن.
إذا وضعت هذه الأمور نُصب عينيك، فسيكون قرارك صائبًا بنسبة كبيرة؛ لأنك تكون تخلصت من أغلب الأخطاء التي قد تحجب عنك رؤية الأشياء كما هي، وحينئذ ستتمكن من الإجابة عن السؤال: كيف تختار موظفيك؟