تُعد ريادة الأعمال واحدة من أبرز الوسائل التي يُمكن الاعتماد عليها لمحاربة البطالة
والحد من انتشارها في المجتمعات، فمهما كانت الدول متقدمة لن تكون هناك قدرة على توفير فرص عمل
كافية للشباب، إذن فلا بديل عن ريادة الأعمال؛ حيث تعمل على تحقيق التقدم والارتقاء بالمستويات المعيشية للأفراد.
تتمثل ريادة الأعمال في مجموعة متباينة من الأشخاص
، فهم يختلفون من حيث المجموعات الديموغرافية التي ينتمون إليها،
لا سيما أنهم يتمتعون بالعديد من المهارات المختلفة والخبرات المتنوعة في الحياة،
والقدرة على اتخاذ القرارات والتعامل مع الأزمات والتي تعتمد بشكل أساسي على السمات
والتفضيلات الشخصية لكل رائد أعمال وأهدافه التجارية، إضافة إلى أساليبه غير التقليدية في العمل،
فكل رائد أعمال يجد نفسه دائمًا أمام الأرقام والنتائج التي تحققها الشركات العملاقة بمختلف أنشطتها،
في الوقت الذي نادرًا ما تعرف فيه أي تفاصيل بخصوص الكيفيات التي أوصلت تلك الشركات إلى هذه الأرقام.
أنواع ريادة الأعمال
لذلك؛ يُمكننا القول إن الأعمال الريادية الربحية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي الكيانات التي انطلقت بفكرة جديدة لتقديم منتج أو خدمة للجمهور؛ بهدف تحقيق مكاسب مالية بجانب تقديم حلول وأفكار جديدة لكثير من المشكلات التي تواجه المجتمعات؛ حيث تسعى لتعظيم رأس المال وتوزيع الأرباح على المؤسسين، ونظرًا لوجود الكثير من الشباب الذين يهتمون بريادة الأعمال سنتناول في هذا المقال أبرز أنواع ريادة الأعمال وأهميتها.
– ريادة الأعمال الصغيرة
كانت ريادة الأعمال الصغيرة هي البوابة الأولى لرجال الأعمال الذين يتحكمون في مقدار كبير من الاقتصاد العالمي؛ حيث كانت بداياتهم الأولى من الأعمال والشركات الصغيرة، وتُشكل ريادة الأعمال الصغيرة نسبة كبيرة من الإجمالي العام للشركات، وتساهم في توظيف العمالة بشكل كبير، ومنها على سبيل المثال: وكلاء السفر، والمحال التجارية، والتجارة الإلكترونية، والكثير من الأعمال الأخرى، ومعظم أصحاب هذه الأعمال يديرون أعمالهم الخاصة، وفي كثير من الأحيان يمولونها عن طريق الأصدقاء والعائلات أو قروض الشركات الصغيرة من البنوك.
ولا يخفى على أحد منا الدور الكبير الذي تؤديه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الاقتصاد، لا سيما في ظل دورها الأساسي بمحاربة الفقر والبطالة وتعزيز طموحات الشباب لتمكينهم من مواجهة الأوضاع الاقتصادية، خاصة أنها لا تحتاج إلى رأسمال كبير؛ حيث تمثل المشروعات الصغيرة أكثر من 90% من هيكل الاقتصاد العالمي وتسهم بأكثر من 80% في الناتج القومي الإجمالي.
– ريادة الأعمال الاجتماعية
تُعتبر تعد ريادة الأعمال الاجتماعية واحدة من أبرز الحلول التي تعمل على رفع تحديات التنمية المستدامة، والتي تتطلب تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون زيادة في استخدام الموارد الطبيعية باستدامة فعالة قادرة على حفظ الموارد للأجيال القادمة، وتشجيع أبناء المجتمع على التغيير والانتقال إلى وضع أكثر تطورًا، والالتزام بأداء المهام وإنجاز الأعمال ومحاربة المشكلات وتحسين الوضع الاجتماعي لأبناء المجتمع ورفع المستوى المعيشي بريادة الأعمال الاجتماعية.
وتُكمن ريادة الأعمال الاجتماعية في الأشخاص الذين ينشئون مؤسسات من الصفر، في محاولة منهم لسد احتياج معين لدى المجتمع، على أن تكون تلك المؤسسات غير هادفة للربح، ولكنها تحقق عائدًا ماديًا أو هامش ربح معقولًا يتم إعادة ضخه داخل المؤسسة لتطوير المشاريع التي تعمل عليها ولتلبية احتياجاتها المالية، وظهر هذا المصطلح نتيجة تراكم جهود مختلفة من أشخاص اهتموا بمجتمعاتهم وصرفوا من حياتهم من أجل فكرة.
– ريادة الأعمال الربحية
في الغالب يُطلق مفهوم ريادة الأعمال الربحية على أعمال التجارة التي تستهدف تحقيق الأرباح،
ولا ننسى أن الشركات العملاقة الرائدة في مجالات التكنولوجيا، مثل apple و microsoft،
كانت شركات ناشئة في البدايات؛ حيث يتم وصف أصحاب مثل هذه الشركات برواد الأعمال،
وتتمثل رياد الأعمال الربحية في الشركات الناشئة أو الكيانات التجارية التي انطلقت بفكرة جديدة؛
بهدف تحقيق مكاسب مالية بجانب تقديم حلول وأفكار جديدة للعالم في مجال محدد.
